Monday, March 3, 2008

كعبلة سوده


اثناء ما كنت طالب و حتى بعد تخرجى بعدة اشهر
كنت مقتنع و مصمم أوى على فكرة عدم السفر للعمل بالخارج
و كنت مقتنع ان البلد ديه فيها شغل بس اللى يدور
و كنت بفكر كتير انى اعمل بيزنس حر يبقى بتاعى و يكبر بعد كده
و كنت بشوف اللى هيموت و يسافر ده انه مجرد واحد من ضعاف العزيمه
هو الواحد يعنى يسيب بلده عشان مجرد مش لاقى شغل
يعنى يروح يعمر بلد ناس تانيه و يسيب بلده

و كنت بستغرب من اللى كان يقعد يهتف و يقول ان احنا هنعمر البلد ديه و حنطهرها من الفساد
و اول ما تجيله فرصه
تلاقيه يهرب و يشتغل بره
كنت بتسغرب اوى من ده كله و بستهجنه جدا
و كنت بعتبره تنافض فى الشخصيه او كذب على الذات

لكن بعيد عنكوا اول ما اتخرجت و عدى كام شهر كده من التخرج
و انا فى دماغى نفس الافكار العجيبه اللى قلتها فى السطور اللى فاتت
لقيت الناس ديه عندها حق بشكل او بأخر
طلع مفيش تناقض فى الشخصيه و لا حاجه
طلع ان انا كنت عايش فى وهم
قال بيزنس حر قال
و بعدين مين قال ان فى شغل للى يدور
الواضح انى كنت حمار و بذيل كمان
لقمة العيش صعبه اوى
فعلا فتنه بنت دوج

انا بعد ما كنت املأ المجمع النظرى صراخا و هتافا فى المدرجات و المظاهرات
أصبح الان كل همى هو ان اسافر و خلاص
و بقيت ساعات كتير أقاوم شعور بالمراره
بحس كتير انى عايز اسافر لمجرد الهروب من البلد ديه بكل قرفها
شعور مقرف بالانانيه
و كأن العبيط اللى كتب اول عشر سطور من البوست ده بيقولى
بعد كل اللى قلته ده بقيت خلاص نفسك تسافر
طيب هتسيب البلد ديه لمين
خلاص بقيت زى الناس كلها بتدور على لقمه العيش و يلعن ابو اى حاجه تانيه

طبعا انا شايف شبح ابتسامه ساخره على وجوه من يقرأ البوست الكئيب ده
و طبعا فى اللى هيقول ايه العبيط ده يعنى هو لما هيقعد و ميسافرش سيقود الشعب الى الثوره العارمه و هيبقى خليفه سعد زغلول فى الملاعب
و بعدين يعنى هو خلاص من كتر عقود العمل اللى بتترمى على الواحد
انا قلت اللى فى نفسى و خلاص
و فى انتظار تعليقاتكم